بالتزامن مع اليوم العالميّ (الدوليّ) للشباب الذي يقع في الثاني عشر من أغسطس في كل عام، تُقام في جامعة الشرق الأوسط هذا العام فعاليات بطولة مئوية المملكة لكرة القدم (خماسي)، وسط إجراءات صحية صارمة ومشددة، تضمن بإذن الله سلامة المشاركين في منافسات البطولة، والحضور كافة.
وبالتزامن مع تلك المناسبة العالمية جاء كذلك قبل أيام لقاء سعادة الدكتور يعقوب ناصر الدين رئيس مجلس أمناء الجامعة، عضو لجنة تمكين الشباب في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، مع مجموعة من الشابات والشباب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لبحث احتياجات الشباب ومطالبهم، ولمناقشة أفكارهم وآرائهم، والاطلاع على رؤاهم ومطامحهم، وصولًا إلى قاعدة متينة مُثلى لتمكينهم في المجالات كافة. أتبعه بلقاء حواري جمعه في حرم الجامعة مع السيد سلطان الخلايلة، مقرر لجنة الشباب في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والسيد عبد الرحيم الزواهرة، رئيس هيئة شباب كلنا الأردن، وعدد من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية؛ لمناقشة فكرة تمكين الشباب سياسيًّا، وما يواجهها من عقبات.
واللافت دائمًا هو أنّ الشباب يخرجون من تلك الحوارات وهم يوقنون أنّهم بلقائهم الدكتور ناصر الدين ومن خلال حوارهم البنّاء معه، وبثّه همومهم ومشكلاتهم، ومصارحته بأحلامهم وبتطلّعاتهم، سيوصلون صوتهم، وسيحصلون على حقوقهم، وسيكون لهم الدور الأكبر في قيادة التغيير نحو الأفضل المنشود؛ فهو الناهض أبدًا وبهمّة الشباب للاستثمار فيهم، والعلّو بهمّتهم، وإعلاء كلمتهم، ورفعة شأنهم، في بلد عظيم، أخذ على عاتقه رعاية الشريحة الأكبر من مواطنيه، بتوجيهات ملكية سامية، وبرعاية فريدة مباشرة ومشهودة من جلالة الملك، ومن جلالة الملكة، ومن سمو ولي العهد حفظهم الله جميعًا، أصحاب المبادرات العديدة البناءة الساعية لإشراك الشباب في تحمّل المسؤولية وصناعة التغيير.
لقد أخذت جامعة الشرق الأوسط على عاتقها مهمّة إعداد القادة المسلحين بالعلم والمعرفة، نور الحياة، واستطاعت أن تمكّن في نفوس طلبتها تشريعات وقوانين ناظمة للعمليّة التعليميّة التعلّميّة، في إطار تطبيق لأسس الحوكمة الرشيدة، على المستويين: الأكاديميّ، والإداريّ، وفي كل يوم يزداد سعيها لتلبية تطلعات الشباب وتأهيلهم علميًّا وعمليًّا، بطرحها تخصصات تكنولوجية حديثة، تواكب العصر، وتلبي احتياجات سوق العمل، وقطاعاته المختلفة محليًّا، وإقليميًّا، وعالميًّا؛ إذ إنها تفتح لهم كذلك آفاقًا نحو العالمية، من خلال شراكات مع جامعات عالمية مرموقة، ضمن منظومة البرامج المستضافة والمشتركة، وتجربتها مع جامعتي بيدفوردشير وستراثكلايد البريطانيتين تجربة رائدة ومشهودة في هذا الإطار.
ولأنّ جامعة الشرق الأوسط تؤمن بطاقات الشباب، وتسعى لتوجيهها الوجهة الصحيحة ألفيناها تتحسّس احتياجاتهم ومطالبهم الجسديّة، فتجيء – على سبيل المثال لا الحصر- بطولة مئوية المملكة لكرة القدم/ خماسي التي تقُام حاليًّا في رحابها، وفي التصريح الذي أدلى به عند انطلاقها قبل أيام، ذكر الدكتور أحمد ناصر الدين نائب رئيس هيئة المديرين أن الجامعة ارتأت إقامة هذه البطولة لاستشعارها حاجة فئة الشباب العمرية المشاركة فيها إلى ما يعيد لهم الطاقة والحيوية، بعد طول انقطاع عن المشاركة في الأنشطة الرياضية بسبب جائحة كورونا؛ فكانت هذه البطولة الشبابية الأولى على مستوى المملكة منذ بدء الجائحة، وستتبعها بطولة في كرة السلة، والبطولتان تجمعان الشباب من محافظات المملكة كافة، وهذه الأمور كلّها تعكس دلالات عديدة للمتبصر فيها. وإذا كان موضوع اليوم العالمي للشباب لهذا العام مرتبطا بالابتكارات الشبابية لصحة الإنسان والكوكب، من خلال تحويل الأنظمة الغذائية لتحقيق هذا الغرض؛ فإن جامعة الشرق الأوسط ارتأت أن ترسّخ في عقول الشباب أهمية الرياضة لصّحتهم، ولأنّ العقل السليم في الجسم السليم، مستثمرة بنية تحتية متميّزة تنعم بها، متمثلة في ملاعب رياضية آمنة، وبيئة صحيّة خضراء محيطة بها، واحتياطات أمنية وصحيّة مدروسة ومتّبعة على أعلى المستويات، جاعلة هذا النشاط الرياضيّ الكبير واحدًا من فعالياتها الاحتفالية العديدة بالمئوية الأولى من عمر المملكة الأردنية الهاشميّة، تخليدًا لهذه المناسبة العظيمة التي تمرّ بنا ونحن نعيش ظروفًا صعبة سبّبتها جائحة كورونا وتبعاتها.
وبعد، فإنّ المتأمّل في سجلات أنشطة جامعة الشرق الأوسط عبر السنوات الفائتة، والمنصِت لتصريحات قادتها والمسؤولين فيها، والمتابع لحراكهم النشط في إطار رعاية الشباب ودعمهم في المجالات المختلفة، والمتابع كذلك للأخبار المتعلقة بالرسائل الجامعية التي تناقَش فيها على مستوى الماجستير في التخصصات المختلفة، والبحوث التي تُنشر لطلبتها مع مشرفيهم في مجلات عالمية مرموقة، والمراكز التي يُحرزها طلبتها في المسابقات والمنافسات المختلفة، والمبادرات الريادية التي يقدّمونها وتلقى الدعم من الجامعة لتنفيذها، وبرامج العمل التطوعي التي ينفّذونها تحت مظلة الجامعة في مجالات خدمة المجتمع المتنوعة، وغير ذلك من الصور المشرقة لوجهة القطاع الشبابيّ في الجامعة ولوسائل رعايته من إدارتها على مستوى الجامعة من ناحية، وفي إطار المجتمع المحلي من ناحية أخرى؛ هؤلاء جميعًا سيقرّون لا محالة بأن هذه الجامعة سائرة في الطريق الصحيح لتمكين الشباب في المجالات كافة، إيمانًا منها بأهمية هذه الثروة البشرية التي يمتلكها بلدنا العظيم، وتحقيقًا لرؤية جلالة مليكنا المفدى حفظه الله الذي قال في الورقة النقاشية الملكية السابعة:” على المؤسسات التعليمية أن تؤمن بما يتمتع به أبناء هذا الشعب وبناته من طاقات هائلة، وقدرات كبيرة، ومواهب متنوعة، وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات، وتنمية تلك القدرات، وصقل تلك المواهب، وتحفيزها إلى أقصى حدودها، … وعليه، فإننا نريد أن نرى مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا مصانع
للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة، … نريد أن نرى فيها بشائر الارتقاء والتغيير، لا تخرِّج طلابها إلا وقد تزوّدوا بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات، والمشاركة في رسم الوجه المشرق لأردن الغد”.