
أكد الدكتور يعقوب ناصر الدين، رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط، أن التحديات المتسارعة التي تواجه الجامعات، سواء على الصعيد البنيوي، أو التمويلي، أو الرقمي، أو التربوي، لم تعد قابلة للمواجهة بأدوات تقليدية أو عقلية استمرارية، فهي تستدعي تفكيرًا تحويليًا ورؤية استراتيجية تمتلك الجرأة على إعادة تعريف وظيفة الجامعة، ودورها في قيادة التحول لا مجرد التكيف معه.
جاء ذلك خلال تقديمه ورقة عمل بعنوان: “تجارب ناجحة في التحديث والتحول المؤسسي”، ضمن أعمال المؤتمر الوطني للتعليم العالي: من الرؤية إلى التطبيق، المنعقد برعاية دولة رئيس مجلس الأعيان، وبمشاركة عدد من أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة، وعدد من رؤساء الجامعات، والخبراء في مجال التعليم العالي، وممثلي بعض القطاعات الاقتصادية.
واستعرض الدكتور ناصر الدين في ورقته تجربة جامعة الشرق الأوسط في التحول المؤسسي المتكامل، عبر مواجهة منظومة من التحديات المعقدة برؤية متماسكة، وخارطة طريق دقيقة، تستند إلى القيادة المرنة، والحوكمة الرشيدة، وبناء استراتيجية تحويلية شاملة، تدمج بين الفلسفة التعليمية الخاصة بالجامعة وهويتها المؤسسية المستقلة، وسُمعتها الأكاديمية، وصورتها الذهنية.
وأشار إلى أن التحول المؤسسي الحقيقي يبدأ من مراجعة فلسفة الجامعة وتحديد موقعها ضمن البيئة الوطنية والإقليمية، وصياغة استراتيجية متكاملة تُحوّل التحديات إلى فرص، كما قامت بعمله جامعة الشرق الأوسط.
من جهتها، قدّمت رئيسة الجامعة، الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، عرضًا موجزًا بيّنت فيه أن الجامعة، ضمن إطار رؤيتها الاستراتيجية للتحول الأكاديمي، تبنّت نهجًا مبتكرًا في تطوير تجربتها التعليمية، من خلال استضافة برامج دكتوراة نوعية بالشراكة مع جامعات دولية مرموقة، بما يرسّخ مبدأ “الدراسة دون سفر”، ويمنح الطلبة الأردنيين والعرب تجربة بحثية متقدمة تلبي أعلى المعايير العالمية دون الحاجة إلى مغادرة وطنهم.
وأوضحت المحادين أن هذه التجربة الريادية أسهمت في بناء بنية تحتية معرفية متقدمة، قادرة على إنتاج المعرفة، وتعزيز السيادة العلمية، وبناء مجتمع بحثي متعدد المرجعيات، مدعوم بإشراف مشترك، وممارسات علمية متقاطعة بين الثقافات، تدمج بين الأصالة من جهة، والانفتاح المعرفي على المدارس الأكاديمية العالمية من جهة أخرى.