
استضافت جامعة الشرق الأوسط، سفير جمهورية العراق في عمّان، سعادة السفير عمر البرزنجي، في محاضرة نوعية بعنوان: “دبلوماسية الأديان وأثرها في السلم المجتمعي”.
حظيت المحاضرة بمشاركة رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور يعقوب ناصر الدين، ورئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، ونائبها الأستاذ الدكتور أحمد اللوزي، والنائب الأستاذة الدكتورة تمارا ناصر الدين، وعمداء الكليات، وجمع من الطلبة.
وأكد السفير البرزنجي أن الاستخدام الخاطئ للدين يقود إلى تدهورٍ خطير قد يصل حدّ الانهيار الأخلاقي والاجتماعي، مضيفًا أن الدين بحاجة إلى نَفَسٍ عميق، لا إلى سطحيّة تقصره على طقوسٍ معزولة عن جوهره التربوي والإنساني.
وأشار البرزنجي إلى النماذج التاريخية التي أساءت إلى الدين عبر تسييسه، موضحًا أن الانحراف عن روح الأديان قد بدأ مبكرًا مع الخوارج، وتفاقم في القرون الأخيرة مع جماعات متطرفة رفعت شعارات دينية، لكنها أنتجت أفعالًا تدميرية شطبت جوهر الإسلام، وقدّمت صورةً مشوهة عنه، أساءت للمسلمين قبل غيرهم.
وأوضح السفير العراقي أن العديد من البنود الأساسية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعددها تحديدًا ثمانٍ وعشرون مادة، تتطابق نصًا ومضمونًا مع مقاصد القرآن الكريم، مما يعكس مدى عمق التشابه بين القيم الإنسانية العالمية وتعاليم الدين الإسلامي الحقيقي، البعيدة كل البعد عن التسييس والتحريف.
وذكر البرزنجي، أن دبلوماسية الأديان تقوم على مبادئ جوهرية تؤمن بأن الأديان – في أصلها – أدوات تواصل وتفاهم، وليست منصات للفرقة والصراع، مضيفًا أنه إذا أردنا أن ننقّي ساحتنا الفكرية والاجتماعية من شوائب الخطاب المتطرّف، فعلينا أن نعيد قراءة الدين من بوابة العلم، والعقل، والأخلاق، لا من خلال رواسب التجهيل وتغوّل الأدلجة.
وشهدت المحاضرة، التي أدارها عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام الدكتور محمود الرجبي، تفاعلًا واسعًا من الطلبة والحضور الذين انخرطوا في حوار حيوي مع السفير، عبّروا فيه عن تقديرهم لهذا الطرح وجودته.
وفي نهاية اللقاء، قام الدكتور ناصر الدين، والدكتورة المحادين بتسليم السفير درع الجامعة.